السبت، 3 سبتمبر 2011

روحك ، نفسك و جسدك =)


فى داخلك قوة .. و مجموعة من الطاقات و المشاعر و الأحاسيس .

يقول دكتور مصطفى محمود فى كتابه رحلتى من الشك إلى الإيمان : انه يجب على أى إنسان ان يتأمل نفسه و يكتشف ذاته العميقة الحاكمة الآمرة المتعالية على جسده الترابى .. هذا الشئ الذى يُسمى الروح ، التى استدل عليها بأبلغ دلالة .. بشعور الحضرة التى يشعر بها كل إنسان فى داخل نفسه ، الروح الداخلية التى لا تطرأ عليها طارئ الزوال 
و لا تهب عليها رياح التغير و كأنها العين المفتوحة داخلنا على الدوام .. ذلك الصحو الداخلى و النور غير المرئى فى نفوسنا و الذى نرى فى ضوئه طريق الحق و نعرف القبح و الجمال و الخير و الشر.




و لكن قبل أن نتكلم فى أى موضوع يجب معرفة الفرق بين النفس و الروح ؟؟!!





الشئ الذى يذوق الموت هو النفس و ليس الروح .. يقول تبارك و تعالى " كل نفس ذائقة الموت " سورة آل عمران


فالنفس تذوق الموت و لكنها لا تموت ، و هى باقية بعده .. و النفس موجودة قبل الميلاد فيقول الله تبارك و تعالى : إنه أخذ الذرية من ظهور الآباء قبل أن تولد و أشهدها على ربوبيته حتى لا يتعلل أحد بأنه كفر لأنه وجد آباءه على كفر .


و بالنسبة للروح فهى لا تتعرض لأى نوع من الوسوسة و لا تعانى أى تغيير و لا هبوط .. كل ذلك من أحوال النفس و ليس الروح .


و هناك الكثير من الآيات التى تدل على ذلك .. يقول كتاب الله : ( و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها ) الشمس
( بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل ) سورة يوسف
( و ما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء ) سورة يوسف









فالنفس هى التى تتغير و تطرأ عليها كثير من التغيرات .


أما الروح ، فلا :) و لا تخرج من الجسد أو تذوق الموت و إنما تأتى دائماً منسوبة إلى الله و ليس الإنسان
حيث يقول تعالى عن آدم " فإذا سويته و نفخت فيه من ( روحى ) فقعوا له ساجدين " الحجر 
و آيات كثيرة من القرآن تصف ذلك .. 


إن نصيبنا من الروح هى النفخة التى نفخها فينا عز و جل .. و ما حدث من أمر التسوية و التصوير فى صورة آدم يعود فيتكرر فى داخل الرحم فى الحياة الجينية لكل منا .. فيسويه الله ثم يعطيه النفخة الربانية حينما تتهيأ الأنسجة و يكون ذلك فى الشهر الثالث .
و كل منا يأخذ النفخة على قدر إستطاعته .. و بفضلها يصبح لنا الضمير و الخيال  و القيم .





و الذى يحدث للنفس هو حالة إستقطاب إما إنجذاب و هبوط إلى الجسد بما فيه من غرائز و شهوات و هذا هو ما يحدث للنفس الجسدانية الحيوانية .. و الخيار الثانى هو صعود هذه النفس إلى الروح و القيم و الأخلاق الربانية .. و النفس طوال الوقت فى حالة إستقطاب بين القطب الروحى و الجسدى مرة نارية و طينيه و مرة تطغى عليها الشفافية و الطهارة .

و الجسد و الروح هما مجال الإمتحان و الابتلاء ، فالنفس تمتحن بالإثنين ، لتخرج سرها و تفصح عن حقيقتها و ليظهر خيرها و شرها .
ما ذكر كان مقتبس من كتاب القرآن كائن حى .



لنتخيل معاً ان النفس كائن يقف بين إثنين : ملاك و شيطان .. الملاك متمثل فى الروح التى نفخها فينا رب العالمين تحتوى على الضمير و الخير و العطاء و التخيل .. و الشيطان يرمز إلى الجسد بشهوانيته و غرائزه الحيوانية .. و كل ما فيه من شرور و قبح ..

و أنت يا صديقى : أى من الإثنين تريد أن تنجذب إليه ؟

الخيار بيدك أنت  إما أن يسبق عقلك و روحك شهوانيتك و تلحق بالملائكة تلك المخلوقات التى خلق لها الله عقول بلا شهوة و هذا هو الخيار السليم لك .. إما أن تسبق شهوانيك عقلك .. و تتحول إلى تلك المخلوقات التى خلق لها الله شهوات بلا عقول و هم الحيوانات !!

إما أن تقسو على نفسك و تصعد بها إلى الروح و القيم و الضمير السامى ، و اما أن تملأ حياتك بالقبح و الشرور و الغرائز الحيوانية .

هيا بنا الآن إلى الجزء العملى : =))

كيف تروض نفسك على أن تصعد إلى الروح بكل ما فيها من الصفات الربانية ؟

فى البداية أحب أن أوضح أنك بالكاد لن تكون مثل الملائكة !! و بالتأكيد ستمر عليك لحظات تهبط فيها نفسك إلى جسدك بكل ما فيه من غرائز و شرور .. لكن ما نريده هو أن تستمر الفترة الأكبر من الوقت صاعداً مع روحك .

ماذا ينبغى أن تفعل ؟

* حاول أن تحفز نفسك بإستمرار لتصعد إلى روحك ، عن طريق العبارات الإيجابية " أنا عقلى هو الذى يقودنى و ليس شهواتى " ، " نفسى تصعد إلى روحى فأشعر بقيم جميلة " ، " حياتى دائماً مزينة بالقيم و الضمير و الأخلاق" و مثل هذه العبارات  .

* تعود دائماً أن يطغى ضميرك على اى شئ تدافع عنه و لست مقتنع به من باب ان من وقع فى المشكلة هو صديقك المقرب .. او عائلتك أو غيره .. 

* دائماً تدرب و إضبط مشاعرك و أحاسيسك بأن تكون دائماً إيجابية .. إشعر بالعطاء .. دائماً اشعر بوجود ضميرك ، اشعر بروحك ، ثق بأن الله اعطاك سراً إلهياً عظيماً .. 

* سيطر على غضبك و إنفعالك دائماً بالإستعاذة بالله من الشيطان .. و تذكر أنه ليس الشديد بالصرعة و لكن الشديد من ملك نفسه عند الغضب .


اتمنى أن أكون قد أفدتك .. 



هناك تعليق واحد: